عندما تنقلب الموازين يصبح المنكر معروفا والمعروف منكرا
والذي يحمل هم امته يعتبر سوداويا بينما الراقص على اعتاب مقابره
ضاحكا مقهقها وهو لا يعرف مصيره يعتبر منفتحا متفائلا !
مالكم كيف تحكمون؟
وبهذا المقياس المختل سيعتبر صلاح الدين الايوبي رحمه الله
كذلك لانه ابى ان يضحك طالما القدس محتله! ونحن ما شاء
امة راقصة على فضائياتها وغير فضائياتها لان كل شيئ تمام
وكانها تقول: يا عم خلينا نعيش حياتنا لحد ما الدور يجيلنا؟
على حد تعبير اخواننا في ارض الكنانة.
وبالفعل الدور كان قد بدأ في صمت وحصار ومجازر وابادة
وتطهير عرقي وديني ببعض الشعوب غير معروفة كثيرا
مثل مسلمي كمبوديا وارتريا وشعوب القوقاز واثيوبيا
وغيرها كثير ثم بدأ علنا في البوسنة وما بعدها.
ولطالما صرخ واستصرخ الشيخ الغزالي رحمه الله في كتاباته
لكن لا حياة لمن تنادي لان الامة وقتها كانت مشغولة ايضا
بالرقص على ايقاعات ام كلثوم وعبدالحليم وفرقة الرحباني
وغيرهم كما هي مشغولة اليوم بالايقاع الحاضر الذي
اكتسى بل اعترى من الحياء. لكن الله قدر وفجر هذه الثورات
التي ارجعت الى الامة الامال ودحرت الياس والذي ترجمته
قائلا:
كنا نحلم بمجد وانتصارات خلناها من الياس اساطير
فلما داهمتنا الثورات تكحلت عيوننا بربيعها من اسارير
من الطبيعي عندما ترتكب المجازر ويبلغ العدد عشرات الالاف
في الدول الثائرة ان يلف الحزن كل بيت انسان ويعمل الناس
على تدارك الامر لكن ليس من الطبيعي ابدا ان يلهي الانسان
نفسه عن ذلك بالنكات وبالرقص وبالمسلسات التركية والمكسيكية
التي تعلم الخيانة للبيت والوطن والمجتمع والدين.
فهل يعقل ان اقيم حفلا يتضاحك فيه الناس ويرقصون وجاري
في حداد؟ قد يحدث هذا فقط اذا تبلدت الاحاسيس ومات الشعور.
ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقول: (لو تعلمون ما اعلم
لبكيتم كثيرا ولضحكتم قليلا) فهل كان يقصد الاهوال التي ستلم
بامته في الدنيا ام اهوال يوم القيامة؟ الله اعلم.
افيقي يا امة الاسلام حتى لا يقال عنا يوما الامة الراقصة فوق
اشلاء مجازرها! فلا اتصوران هناك امة ارتكب في حقها مثل
هذا العدد والنوعازر.
اصبحنا ساحة تجارب لكل سلاح جديد لم يسبق في التاريخ.
ربما اكثرت من مثل هذا النوع من الكتابات في الاونة الاخيرة
حتى ان البعض يسارع ويتهمني بالتشائم دون ان يقرأ كتاباتي
الاخرى. ومنها طبعا ردي عليهم:
يلومنني عشاق الملامة على افعال تحث عليه المكارم
وليتهم لاموني على قبيحة لعذرتهم لكن من اين لهم العزائم
الكاتب بطبيعة الحال يؤرخ واقعه والا يعتبر منفصلا عنه
اذا ما تجاهل الاحداث المؤثرة ونتائجها في الحياة وكتب
عن أشياء لا تمت لواقعه بصلة.
فلا يمكن ان اكتب عن الافراح والحفلات الكبيرة والعمار
في البنيان وغيرها من القفزات العمرانية والاجتماعية
الايجابية فحسب واتجاهل المجازر والتهديم الذي يحدث
لهذا العمران مثل ما يحدث في سوريا منذ عامين تقريبا.
رئيس البرازيل بكى عندما فقدوا هناك 200 ونيف من
الشباب في حادث حريق غير متعمد ورئيس سوريا قتل
متعمدا 60000 من شعبه ويزيد ثم يخرج الينا مبتسما
بين الحين والاخر!
كأن التاريخ يعيد نفسه فقد قرات في كتاب قديم قصة
حاكم الصين القديمة والذي اصابه الهم لانه اصيب
بصمم يمنعه من سماع صوت المظلوم!
لكن لا ننتظر ممن في مثل بشار وحاشيته غير هذا لانهم
مصابين بما يعرف بالسادية لكن المجتمع الدولي خاصة
المسلم منه هل مصاب بحب مشاهدة المجازر ليل نهار؟
اخاف ان بعض الشباب يجربوا مثل هذا في مجتمعهم من
كثرة ما يشاهدون ذلك ومن نظرة المجتمع لهذا كشيئ طبيعي
يفخر به الجزار ويعتبر بطلا في روسيا او فنزويلا وايران
وجنوب لبنان والصين وكذلك في "مطابخ" معظم الدول الكبرى
وقصور بعض حكامنا الذين يخافون ان ياتي اليهم الدور ايضا.
لكن ما لم نكن ننتطره ونتوقعه هو رد فعل الشعوب التي
آثرت ما آثرته.
فهل يلام الشاب السوري الذي نشأ بين الركام والجثث "المقرلة"
ان كتب عن واقعه يوما ما بالتشاؤم والسوداوية؟ احاول ان اضع
نفسي مكان مثل هؤلاء واكتب عن معاناتهم وعذاباتهم.
اي انني اصوم لاحس بجوعهم واعطش لاحس بذمئهم.
احاول ان اعلم نفسي الشعور بالمسؤولية والاهتمام بالاخرين
بالقدر الذي يستحقونه ليس من منطلق الواجب فقط ولكن ايضا
من منطلق الوفاء فقد ترك بعض السوريين رخائهم يوما ما
واتوا الينا ليعيشوا من اجل قضيتنا فافنوا جزء من اعمارهم
يخاطرون بها من اجلنا يكتبون ويرصدون ويعلنونها للعالم الذي
فضل ان يبقى اصما ابكما كما يفعل اليوم. انهم حاولوا واجتهدوا
شكرالله سعيهم. وهل جزاء الاحسان الا الاحسان؟
وقبل هذا وذاك طاعة لرب غفور ونبي رؤوم ثم من اجل
الانسان من اجل المبادئ .
واخير فقد قيل لا تحكمن على شيئ في توجهه حتى تلم عليه
من كل اوجهه.
فليس كل كتاباتي من لون واحد وعلى وتيرة واحدة
هذا لمن يتهمني بالاغراق في التفائل او التشائم او غيرها.
فاليتفوهوا بما شاءوا حتى لا تفوتهم نقيصة ليشبعوها تذكرا
حتى الخالق الكامل لم يسلم من السن ابت الا ان تفجرا.
لا اقول كما قال الشاعر: كم في الارض من
خضر ويابس ولا يرمى الا الذي فيه ثمر.
هذا بالرغم ان ذلك يبشرني بأنه ربما تكوم لي ثمار تستحق
ان ترمى! ولو ادركتها لاطعمت بها نفسي وغيري!!!
لا ادعي الكمال فإني مقصر لكن توصيفهم تجاوز حد
الاحتمال.
احب النقد مهما كان لكن التشنيع من اجل التشنيع فقط
هذا مما لا بد الرد عليه إذ من كان للقدح عاشقا فلن يجد
من فعال الناس ما يمدح.
والذي يحمل هم امته يعتبر سوداويا بينما الراقص على اعتاب مقابره
ضاحكا مقهقها وهو لا يعرف مصيره يعتبر منفتحا متفائلا !
مالكم كيف تحكمون؟
وبهذا المقياس المختل سيعتبر صلاح الدين الايوبي رحمه الله
كذلك لانه ابى ان يضحك طالما القدس محتله! ونحن ما شاء
امة راقصة على فضائياتها وغير فضائياتها لان كل شيئ تمام
وكانها تقول: يا عم خلينا نعيش حياتنا لحد ما الدور يجيلنا؟
على حد تعبير اخواننا في ارض الكنانة.
وبالفعل الدور كان قد بدأ في صمت وحصار ومجازر وابادة
وتطهير عرقي وديني ببعض الشعوب غير معروفة كثيرا
مثل مسلمي كمبوديا وارتريا وشعوب القوقاز واثيوبيا
وغيرها كثير ثم بدأ علنا في البوسنة وما بعدها.
ولطالما صرخ واستصرخ الشيخ الغزالي رحمه الله في كتاباته
لكن لا حياة لمن تنادي لان الامة وقتها كانت مشغولة ايضا
بالرقص على ايقاعات ام كلثوم وعبدالحليم وفرقة الرحباني
وغيرهم كما هي مشغولة اليوم بالايقاع الحاضر الذي
اكتسى بل اعترى من الحياء. لكن الله قدر وفجر هذه الثورات
التي ارجعت الى الامة الامال ودحرت الياس والذي ترجمته
قائلا:
كنا نحلم بمجد وانتصارات خلناها من الياس اساطير
فلما داهمتنا الثورات تكحلت عيوننا بربيعها من اسارير
من الطبيعي عندما ترتكب المجازر ويبلغ العدد عشرات الالاف
في الدول الثائرة ان يلف الحزن كل بيت انسان ويعمل الناس
على تدارك الامر لكن ليس من الطبيعي ابدا ان يلهي الانسان
نفسه عن ذلك بالنكات وبالرقص وبالمسلسات التركية والمكسيكية
التي تعلم الخيانة للبيت والوطن والمجتمع والدين.
فهل يعقل ان اقيم حفلا يتضاحك فيه الناس ويرقصون وجاري
في حداد؟ قد يحدث هذا فقط اذا تبلدت الاحاسيس ومات الشعور.
ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقول: (لو تعلمون ما اعلم
لبكيتم كثيرا ولضحكتم قليلا) فهل كان يقصد الاهوال التي ستلم
بامته في الدنيا ام اهوال يوم القيامة؟ الله اعلم.
افيقي يا امة الاسلام حتى لا يقال عنا يوما الامة الراقصة فوق
اشلاء مجازرها! فلا اتصوران هناك امة ارتكب في حقها مثل
هذا العدد والنوعازر.
اصبحنا ساحة تجارب لكل سلاح جديد لم يسبق في التاريخ.
ربما اكثرت من مثل هذا النوع من الكتابات في الاونة الاخيرة
حتى ان البعض يسارع ويتهمني بالتشائم دون ان يقرأ كتاباتي
الاخرى. ومنها طبعا ردي عليهم:
يلومنني عشاق الملامة على افعال تحث عليه المكارم
وليتهم لاموني على قبيحة لعذرتهم لكن من اين لهم العزائم
الكاتب بطبيعة الحال يؤرخ واقعه والا يعتبر منفصلا عنه
اذا ما تجاهل الاحداث المؤثرة ونتائجها في الحياة وكتب
عن أشياء لا تمت لواقعه بصلة.
فلا يمكن ان اكتب عن الافراح والحفلات الكبيرة والعمار
في البنيان وغيرها من القفزات العمرانية والاجتماعية
الايجابية فحسب واتجاهل المجازر والتهديم الذي يحدث
لهذا العمران مثل ما يحدث في سوريا منذ عامين تقريبا.
رئيس البرازيل بكى عندما فقدوا هناك 200 ونيف من
الشباب في حادث حريق غير متعمد ورئيس سوريا قتل
متعمدا 60000 من شعبه ويزيد ثم يخرج الينا مبتسما
بين الحين والاخر!
كأن التاريخ يعيد نفسه فقد قرات في كتاب قديم قصة
حاكم الصين القديمة والذي اصابه الهم لانه اصيب
بصمم يمنعه من سماع صوت المظلوم!
لكن لا ننتظر ممن في مثل بشار وحاشيته غير هذا لانهم
مصابين بما يعرف بالسادية لكن المجتمع الدولي خاصة
المسلم منه هل مصاب بحب مشاهدة المجازر ليل نهار؟
اخاف ان بعض الشباب يجربوا مثل هذا في مجتمعهم من
كثرة ما يشاهدون ذلك ومن نظرة المجتمع لهذا كشيئ طبيعي
يفخر به الجزار ويعتبر بطلا في روسيا او فنزويلا وايران
وجنوب لبنان والصين وكذلك في "مطابخ" معظم الدول الكبرى
وقصور بعض حكامنا الذين يخافون ان ياتي اليهم الدور ايضا.
لكن ما لم نكن ننتطره ونتوقعه هو رد فعل الشعوب التي
آثرت ما آثرته.
فهل يلام الشاب السوري الذي نشأ بين الركام والجثث "المقرلة"
ان كتب عن واقعه يوما ما بالتشاؤم والسوداوية؟ احاول ان اضع
نفسي مكان مثل هؤلاء واكتب عن معاناتهم وعذاباتهم.
اي انني اصوم لاحس بجوعهم واعطش لاحس بذمئهم.
احاول ان اعلم نفسي الشعور بالمسؤولية والاهتمام بالاخرين
بالقدر الذي يستحقونه ليس من منطلق الواجب فقط ولكن ايضا
من منطلق الوفاء فقد ترك بعض السوريين رخائهم يوما ما
واتوا الينا ليعيشوا من اجل قضيتنا فافنوا جزء من اعمارهم
يخاطرون بها من اجلنا يكتبون ويرصدون ويعلنونها للعالم الذي
فضل ان يبقى اصما ابكما كما يفعل اليوم. انهم حاولوا واجتهدوا
شكرالله سعيهم. وهل جزاء الاحسان الا الاحسان؟
وقبل هذا وذاك طاعة لرب غفور ونبي رؤوم ثم من اجل
الانسان من اجل المبادئ .
واخير فقد قيل لا تحكمن على شيئ في توجهه حتى تلم عليه
من كل اوجهه.
فليس كل كتاباتي من لون واحد وعلى وتيرة واحدة
هذا لمن يتهمني بالاغراق في التفائل او التشائم او غيرها.
فاليتفوهوا بما شاءوا حتى لا تفوتهم نقيصة ليشبعوها تذكرا
حتى الخالق الكامل لم يسلم من السن ابت الا ان تفجرا.
لا اقول كما قال الشاعر: كم في الارض من
خضر ويابس ولا يرمى الا الذي فيه ثمر.
هذا بالرغم ان ذلك يبشرني بأنه ربما تكوم لي ثمار تستحق
ان ترمى! ولو ادركتها لاطعمت بها نفسي وغيري!!!
لا ادعي الكمال فإني مقصر لكن توصيفهم تجاوز حد
الاحتمال.
احب النقد مهما كان لكن التشنيع من اجل التشنيع فقط
هذا مما لا بد الرد عليه إذ من كان للقدح عاشقا فلن يجد
من فعال الناس ما يمدح.