[size=21]الديانه اليهوديه
اليهودية أقدم الديانات
السماوية الثلاث والديانة التي نزلت على النبي موسى في مصر أثناء وجود
بني إسرائيل العبرانيين فيها ويقدر عدد معتنقيها بين 13.2الى 15.4 مليون
يهودي رغم أن تعداد اليهود في حد ذاته يعتبر قضية خلافية حول قضية "من هو
اليهودي؟". الكتاب المقدس الذي أنزل على موسى في عقيدة اليهود هو التوراة.
لكن أحكام وشرائع التوراة تشرحها الشريعة الشفوية وهي الشرح الحاخامي لنصوص
التوراة والذي قد سجل لاحقا في التلمود.
الحقل الدلالي والأصل اللغوي
اليهودية من المصطلحات التي تسبب اختلافا في دلالتها. يشير اليهود إلى
عقيدتهم باسم التوراة (أي القانون، أو الشريعة). ظهر المصطلح للمرة الأولى
في العصر الهيليني تمييزا بين عقائد وممارسات اليهود، والعبادات الموجودة
في الشرق الأدنى.
وأول من أشار إلى عقيدة اليهود باليهودية هو المؤرخ اليهودي المتأغرق
يوسيفوس فلافيوس، وذلك بالمقارنة مع "الهيلينية": عقيدة أهل مقاطعة يهودا
مقابل عقيدة سكان مقاطعة هيلاس. فالمصطلحان بدءا اسمين جغرافيين قبل أن
يشيرا إلى النسقين العقائديين.
وقيل التهود في اللغة التي كان يتحدثها موسي بمعنى العودة أو التوبة كما روي في القران { أنا هدنا إليك } أي تبنا إليك وعدنا.
يرى الدارسون أن "اليهودية" كمصطلح لا يشير إلى النسق الديني للعبرانيين
قبل تدوين العهد القديم أثناء الهجرة الأولى إلى بابل 578 ق.م.، أي بعد
موسى بمئات السنين، واستمر التدوين حتى القرن الثاني قبل الميلاد، في وقت
أصبحت فيه العبرية لغة ميتة لا تستخدم إلا في الطقوس الدينية، بينما أصبحت
الآرامية لغة اليهود. لذا، قد يكون من الأفضل الحديث عن "عبادة يسرائيل" في
المرحلة السديمية التي تسبق بناء الهيكل وتأسيس المملكة العبرانية المتحدة
عام 1020 ق.م.، وعن "العبادة القربانية المركزية" بعد تأسيس الهيكل وحتى
هدمه عام 70 ميلادية، واليهودية بشكل عام لما بعد ذلك.
الإله
اليهودية هي أقدم ديانة توحيدية بين الديانات
الإبراهيمية الثلاث الكبرى. والله في اليهودية واحد أحد، ومفهوم الإله في
اليهودية هو ذلك المستمد من الأسفار الخمسة الأولى في التوراة، فالله هو
فرد صمد قادر رحيم عادل خلق الناس لتعدل وترحم بعضها بعضا، وجميع الناس
تستحق أن تعامل باحترام وكرامة.
شعب الرسالة
الشعب اليهودي هو الشعب الذي يعتقد أنه يخدم ربه بالصلاة ومراعاة الوصايا
التوراتية كما يعتقد أنه هو الشعب الحامل للرسالة. تؤمن اليهودية بالافتداء
والخلاص والنجاة لكنها تختلف عن العديد من الديانات
الأخرى في أن السبيل إلى الخلاص والنجاة في الحياة الأخرى لا يكون
بالعقيدة وإنما بالأفعال, أي أن الأفعال الصالحة هي التي تمكن البشر من
النجاة وليس العقيدة التي يتبعونها ويدخل في موضوع شعب الرسالة أو الشعب
المختار بعض الاعتقادات الحلولية.
الكتب المقدسة والدينية
تتعادل في اليهودية أهمية الشريعة المكتوبة (التوراة والأنبياء والكتب) مع
أهمية الشريعة الشفوية (شروحات الحاخامات المجموعة في التلمود). كما ظهرت
لاحقا كتابات القبالاه التي سيطرت لاحقا على جزء من الفكر الديني اليهودي.
نظرة الأديان الأخرى لليهودية
النظرة المسيحية لليهودية
يرى المسيحيون أن اليهودية ديانة توحيدية سماوية أنبياؤها كثر وأهمهم موسى
النبي. وتعترف المسيحية بالتوراة وتطلق عليها تسمية العهد القديم ينبع ذلك
من الاعتقاد بأن التوراة عبارة عن ممثل للعهد القديم الذي لم يعد له معنى
منذ ظهور المسيح إلا في علاقته بالعهد الجديد فقدوم يسوع المسيح يعد مكملا
للتوراة, أي أن التطبيق العملي للعهد القديم لا يكون إلا عن طريق المسيح
الذي تصنفه المسيحيه بأنه هو المخلص وأنه الطريق إلى الله وبما أن العهد
القديم يشير إلى المسيح بشكل واضح فإن العهد القديم هو جزء رئيسي من
العقيدة المسيحية.
النظرة الإسلامية لليهودية
ينظر الإسلام إلى اليهودية باعتبارها ديانة توحيدية نبيها موسى المرسل إلى
بني إسرائيل، والذي تكلم إليه الله في طور سيناء وحمل رسالة التوحيد إلى
قومه، حيث أوحى الله له بالتوراة والتي يؤمن المسلمون بانها حرفت من قبل
اليهود في وقت لاحق. ويؤمن المسلمون بموسى وبالتوراة وبجميع أنبياء بنى
إسرائيل المذكورين في القرآن والغير مذكورين، بمن فيهم المسيح عيسى بن
مريم.
أما نظرة الإسلام لليهود الآن أننهم خارجين عن التوحيد بل وكفار لأنهم
قتلوا الأنبياء وتعدوا على الذات الإلهية بسبب فقد قالوا أن لله ولد وهو
عزير كما ادعوا أن الله بخيل وهم أغنياء وسيظلون أعدى أعداء المسلمين:
﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ
وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً
لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ
مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ
يَسْتَكْبِرُونَ﴾«5:82».
----------------------------------------------
انتهينا من الديانه اليهوديه
---------------------------------------------
نبدأ في الديانه المسيحيه
المسيحية
هي إحدى الديانات السماوية، الديانات
الإبراهيمية والديانات التوحيدية؛ الجذر اللغوي لكلمة مسيحية تأتي من
كلمة مسيح[2] والتي تعني حرفيًا المختار أو المعين2، وقد جاءت التسمية نسبة
إلى يسوع الذي هو بحسب العقيدة المسيحية المسيح، ابن الله، الله المتجسد،
المخلص وغيرها من التسميات الأخرى؛[3] المسيحية تعتبر أكبر دين معتنق في
الأرض ويبلغ عدد أتباعها 2.2 مليار أي حوالي ثلث سكان الكوكب من البشر،
كذلك فالمسيحية دين الأغلبية السكانية في 120 بلدًا من أصل 190 بلدًا
مستقلاً في العالم.[4]
تؤمن أغلب الطوائف المسيحية أن يسوع هو المسيح والابن أي الأقنوم الثاني في
الثالوث الأقدس، وبالتالي فهو إله كامل. وقد ولد من عذراء بطريقة
إعجازية. وخلال حياته الأرضية اجترح العجائب والمعجزات، ثم صلب ومات
تكفيرًا عن خطايا البشرية، وقام من الموت في اليوم الثالث وصعد إلى السماء
متحدًا مع الله الآب، بيد أنه أرسل الروح القدس ثالث الأقانيم الإلهية،
وسيعود في اليوم الأخير لإدانة البشرية ومنح الحياة الأبدية في الجنة
للصالحين والمؤمنين.[7]
ان الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط الثقل الرئيسي للمسيحية في القرون
الأولى وظلت القدس، أنطاكية، الرها والإسكندرية عواصم الثقافة المسيحية قبل
أنتقال النفوذ والتأثير إلى روما والقسطنطينية خلال القرون الوسطى.
عانت المسيحية في البدايات من اضطهاد الإمبراطورية الرومانية لكنها ومنذ
القرن الرابع غدت دين الإمبراطورية واكتسبت ثقافة يونانية ورومانية أثرت
عميق التأثير فيها؛ وكأي ديانة أخرى ظهرت في المسيحية عدة من الطوائف
والكنائس تصنف في ستة عائلات كبيرة: تزامنت الإنشقاقات الأولى مع القرن
الرابع حين انفصلت الكنائس الأرثوذكسية المشرقية والأرثوذكسية القديمة،
تلاها عام 1054 الانشقاق الكبير بين الكاثوليكية والأرثوذكسية الشرقية ثم
البروتستانتية خلال القرن السادس عشر فيما عرف باسم عصر الإصلاح.[8] وكما
تأثرت، فقد أثرت المسيحية في غيرها من الأديان، ولها بصمة واضحة في الحضارة
الحديثة وتاريخ البشرية على مختلف الأصعدة.[9]
نشوء الكتاب المقدس
ينقسم الكتاب المقدس لدى المسيحيين إلى قسمين متمايزين هما العهد القديم والعهد الجديد.
أصل هذه التسمية تعود أن اللاهوتيين المسيحيين الأوائل رؤوا ما ذهب إليه
بولس في الرسالة الثانية إلى كورنثس 14/3 بأن تلك النصوص تحوي أحكام عهد
جديد، ما أدى في الوقت نفسه إلى إطلاق مصطلح العهد القديم على المجموعة
التي كانت تسمى الشريعة والأنبياء وتشمل الكتاب المقدس لدى اليهود.[223]
إن الجماعة المسيحية الأولى، والتي انطلقت من بيئة يهودية وامتلكت قواسم
مشتركة عديدة مع الديانة اليهودية، اعتبرت في البداية الشريعة والأنبياء
المقدسة لدى اليهود، كتابها المقدس الوحيد،[223] وكانت الترجمة السبعينية
لهذا الكتاب والتي أنجزها لاهوتيون يهود في الإسكندرية خلال القرن الثاني
قبل الميلاد باللغة اليونانية النسخة الأكثر انتشارًا منه؛[223] ويعود سبب
تقديس المسيحيين للعهد القديم إلى عدة أسباب: يسوع طلب ذلك صراحة،[224]
ولأن نبؤات العهد القديم حول الماشيح قد تحققت في شخص يسوع حسب المعتقدات
المسيحية، لذلك يلبث العهد القديم هامًا لتأكيد أن يسوع هو المسيح،[225]
وكذلك لفهم البيئة التي نشأ منها يسوع، ويضاف إلى ذلك أن العهد القديم جزء
من وحي الله.[226]
أما تأليف أسفار العهد الجديد، وضمها في بوتقة واحدة، فهو نتيجة تطور طويل
معقد،[223] إذ يظهر العهد الجديد كمجموعة مؤلفة من سبعة وعشرين سفرًا
مختلفة الحجم، وضعت جميعها باللغة اليونانية أواخر القرن الأول؛[227] إن
السلطة العليا في أمور الدين كانت تتمثل لدى المسيحيين الأولين في مرجعين،
العهد القديم، والمرجع الثاني الذي انتشر انتشارًا سريعًا وقد أجمعوا على
تسميته الرب، ويشمل هذا المرجع على التعاليم التي ألقاها يسوع والأحداث
التي تبين سلطته؛[227] لكن العهد القديم وحده كان يتألف من نصوص مكتوبة،
أما أقوال يسوع وما كان يعظ به فقد تناقلتها ألسن الحفاظ شفهيًا، وربما
وجدت بعض الوثائق المكتوبة لروايتي الصلب والقيامة أو بعض الأحداث الهامة
الأخرى؛ ولم يشعر المسيحيون الأولون، إلا بعد وفاة آخر الرسل بضرورة تدوين
التقليد الشفهي،[227] فبدؤوا قرابة العام 120 بإنشاء العهد الجديد، مبتدئين
بأسفار بولس نظرًا لما كان له من شهرة ولأنه أوصى بقراءة رسائله
بنفسه،[228] وتشير كتابات آباء كنيسة القرن الثاني إلى أنهم يعرفون عددًا
كبيرًا من رسائل بولس وأنهم يولونها مكانة الكتب المقدسة،[229] أيضًا فإن
أقدم الإشارات التاريخية تعود للعام 140 تثبت أن المسيحيين يقرأون الأناجيل
في اجتماعات الأحد وأنهم يعدونها مؤلفات الرسل أو أقله شخصيات تتصل بالرسل
بشكل وثيق، وأنهم أخذوا يولونها منزلة الكتاب المقدس
الملائكة والأبالسة
تؤمن المسيحية بالملائكة ككائنات روحية تخدم الله وتنقل رسائله الخطيرة
للبشر،[372] كما تؤمن أيضًا بالشيطان كملاك ساقط، ويكنى بأسماء عديدة في
الكتاب المقدس،[373] ومعه كوكبة من الأرواح النجسة أيضًا التي تقوم بتضليل
العالم وإغواءه، لكن المسيح سينتصر عليهم ويبيديهم في يوم القيامة،[374]
ويوضح الكتاب المقدس صراحة أن ملك العالم الحالي هو للشيطان،[375] ومن
الممكن أن يسكن الشيطان أو أحد الأرواح النجسة في إنسان ويسمى طقس طرد
الشيطان من شيء مسكون بالتعزيم.[376]
يرى عدد من اللاهوتيين المسيحيين أن الملائكة والشياطين رموز وحقائق ضمن
صور، فبينما يشير الشيطان إلى غياب الله وسلطة الشر والخطيئة، تشير
الملائكة إلى مجد الله، يستشهد هؤلاء اللاهوتيون بأسماء الملائكة كدليل على
رأيهم، إذ تعني كلمة ميخائيل باللغة العربية من مثل الله؛ في حين تعني
كلمة جبرائيل، قوة الله.
المسيحية والأديان الأخرى
العلاقة بين الديانة اليهودية والمسيحية معقدة ومتشعبة، فالمسيحية نشأت
وأخذت مفاهيمها الأولية من بيئة يهودية صرفة؛[380] أما عن العلاقة
الإنسانية بين الطرفين فقد اتسمت بالتقلب: بدأت مع اضطهاد اليهود للمسيحيين
منذ أيام يسوع،[381] ودورهم في صلبه،[382] ثم يذكر سفر أعمال الرسل اضطهاد
اليهود للمسيحيين،[383] ولاحقًا قام ذو نواس اليهودي بقتل مئات الألوف من
المسيحيين في اليمن حسب بعض الباحثين،[384] لكنه وبدءًا من القرن الرابع
أخذت المسيحية باضطهاد اليهودية، فطرد اليهود أولاً من الاسكندرية وعاشوا
خلال الإمبراطورية البيزنطية خارج المدن الكبرى، وفرض عليهم بدءًا من القرن
الحادي عشر التخصص بمهن معينة؛ ثم صدر عام 1492 مرسوم طردهم من إسبانيا في
حال عدم اعتناقهم المسيحية، الأمر الذي كان فاتحة طرد اليهود من أوروبا
برمتها: فطردوا من فيينا سنة 1441 وبافاريا 1442 وبروجيا 1485 وميلانو 1489
ومن توسكانا 1494، وأخذوا يتجهون نحو بولندا وروسيا والإمبراطورية
العثمانية،[385] ورغم تحسن أوضاع اليهود مع استقلال هولندا الليبرالية
وقيام الثورة الفرنسية إلا أن الحروب بين بولندا وأوكرانيا دمرت نحو
ثلاثمائة تجمع يهودي وقتلت الكثير منهم في القرن السابع عشر، ورغم مبادئ
الثورة الفرنسية لكن القرن الثامن عشر حمل الكثير من معاداة السامية
لليهود،[386] ولا يمكن تحميل السلطات المسيحية أو الكنيسة مسؤولية جميع هذه
المجازر، بيد أنها تقع على عاتق الحكومات والدول المسيحية.
المسيحية والإسلام
يقيم القرآن نظامًا خاصًا لليهود والمسيحيين ويدعوهم أهل الكتاب، ويقر
بوجودهم في المجتمع الإسلامي،[389] ويثني عليهم في مواضع عدة،[390] ويميز
بشكل خاص المسيحيين، ويذكر صراحة أنهم الأكثر مودة للمسلمين.10[391]
يسم الله الرحمن الرحيم
مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ
آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ.
يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ
وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ
وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ
وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ
—آل عمران،
يرى بعض الفقهاء أن آيات القتال في القرآن تشير إلى غير المسلمين عمومًا
والمسيحيين جزء منهم،[392] بيد أن بعض الباحثين يرن أن هذه الآيات تشير
غالبًا إلى قبيلة قريش وتربط بظرفيتها التاريخية،[393] ويكرم القرآن أيضًا
الإنجيل،[394] ويصفه بأنه هدى ونور،[395] وينعته بالكتاب المنير،[396] ولكن
الإسلام يعتقد أن النسخة الحالية منه نسخة محرفة.
أما يسوع في القرآن يدعى عيسى تعريبًا لاسمه اليوناني إيسوس؛ وهو نبي مؤتى
بالبينات ومؤيد بالروح القدس،[397] ويدعى كلمة الله الوجيه في الدنيا
والآخرة،[398] قول الحق،[399] وقد جاء بالحكمة،[400] ويذكر القرآن أيضًا
عددًا من أعمال يسوع ومعجزاته الواردة في الأناجيل،[401] وأخرى مذكورة في
الكتب الأبوكريفية،[402] ويشبهه بآدم حيث خلقهما الله من تراب ثم نفخ فيهما
من روحه،[403] وتشير سورة الأنبياء 91 إلى عذرية مريم وحملها بأمر الله
دون وجود ذكر،[404] وتختم بالإعلان أن يسوع وأمه هما آية للعالمين؛ بيد أن
القرآن يرفض ألوهية يسوع،[405] كما ينكر صلبه أو مقتله،[406] لكنه يشير إلى
كونه المسيح، ويدعوه بهذا الاسم في عدد من الآيات.[407]
----------------------------------------------
انتهينا من الديانه المسيحيه
---------------------------------------------
نتكلم على ديننا دين الاسلام
الإسلام هو أحد الأديان الإبراهيمية أو الأديان السماوية، وهو ثاني الديانات
في العالم من حيث عدد المعتنقين بعد المسيحية. والمعنى العام لكلمة
الإسلام هو الاستسلام لله،[2] أي تسليم كامل من الإنسان لله في كل شؤون
الحياة.[3][4]
يؤمن المسلمون أن الإسلام هو آخر الرسالات السماوية، وأنه ناسخ لما قبله من
الديانات؛ كما يؤمن المسلمون بأن محمداً رسول من عند الله، وخاتم الأنبياء
والمرسلين؛ وأن الله أرسله إلى الثقلين كافة، أي الجن والإنس. ومن أسس
العقيدة الإسلامية الإيمان بوجود إله واحد لا شريك له هو الله،[5] وكذلك
الإيمان بجميع الأنبياء والرسل الذين أرسلوا إلى البشرية قبل محمد، كالنبي
إبراهيم ويوسف وموسى والمسيح عيسى بن مريم وغيرهم كثير ممن ذكر في القرآن
أو لم يُذكر، وأنهم جميعًا كما المسلمين، اتبعوا الحنيفية، ملة النبي
إبراهيم، والإيمان بكتبهم ورسائلهم التي بعثهم الله كي ينشروها للناس،
كالزبور والتوراة والإنجيل، بيد أن النسخ الحالية منها وفق المعتقد
الإسلامي قد طالها التحريف وليست بالنسخ السماوية الأصلية، ذلك أن تلك
الأخيرة ضاعت مع مرور الزمن لأسباب مختلفة، منها التأخر في تدوينها ووفاة
حفظتها.[6] كذلك يؤمن المسلمون بالملائكة وباليوم الآخر، وأن القرآن هو
الكتاب المنزل من عند الله على محمد عن طريق المَلَك جبريل. والقرآن هو
مصدر التشريع الإسلامي الأول وتعتبر سنّة النبي محمد المصدر الثاني لتشريع
الإسلام. وللإسلام شريعة تطال جميع جوانب حياة الإنسان والمجتمع وتهدف إلى
تنظيمها وتنسيقها وفق تعاليم هذا الدين،[7] وهي تنقسم إلى ثلاثة أقسام
رئيسية: الأحكام العقائدية، الأحكام التهذيبية، والأحكام العملية.[8]
ينتمي معظم المسلمين اليوم إلى الطائفتين السنيّة والشيعية، وهناك أقليات
تتبع طوائف أخرى.[9][10] تعتبر إندونيسيا أكبر البلاد الإسلامية حاليًا،
ويقطنها حوالي 13% من مسلمي العالم،[11] أما الباقون فيتوزعون على الشكل
التالي: 25% في آسيا الجنوبية،[11] 20% في الشرق الأوسط،[12] 2% في آسيا
الوسطى، 4% في باقي بلدان آسيا الجنوبية، و 15% في أفريقيا جنوب الصحراء
الكبرى.[10] وهناك مجتعات إسلامية ضخمة في عدد من الدول مثل الصين وروسيا
ودول البحر الكاريبي، إلا أنها تعتبر من الأقليات في تلك الأنحاء نظرًا
لارتفاع عدد سكان بلادها بصورة إجمالية. يصل عدد المسلمين اليوم إلى حوالي
1.57 مليار نسمة، وبهذا فإنهم يشكلون قرابة 23% من سكان العالم.[10] ينتشر
عدد كبير من المسلمين في الدول الصناعية وبشكل خاص الولايات المتحدة
الأمريكية وكندا ودول أوروبا الغربية بفعل الهجرة بحثًا عن مورد رزق، وقد
أدى ازدياد عدد المسلمين في تلك الدول أن يقوم البعض من أبنائها بالتعرّف
والتقرب من هذا الدين ومن ثم الدخول فيه، مما يجعل عددًا من الخبراء يزعم
أن الإسلام هو أسرع الديانات انتشارًا في العالم حاليًا.[13][14][15][16][17]
أفكار وعقائد
بحسب القرآن، يؤمن المسلمون بالله وملائكته وكتبه ورسله وبيوم القيامة.
ويضيف إلى ذلك المسلمين السنّة القضاء والقدر،[20] إعمالاً بحديث مروي في
كتب الحديث عن محمد عندما قال أن الإيمان هو: "أن تؤمن بالله، وملائكته،
وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره"،[21] وتطلق الشيعة
الإمامية على الركن الأخير تسمية العدل، وتضيف كذلك الإمامة كأصل من أصول
الدين.[22]
يؤمن المسلمون بأن الله هو الإله الواحد الذي خلق الكون بكل ما فيه، وأوحى
القرآن لمحمد عن طريق جبريل، ويؤمنون بأنه الرسالة الخاتمة للرسالات التي
بعث بها الأنبياء الذين سبقوه.[23] والأنبياء هم رجال اختارهم الله ليكونوا
رسله. ويعتقد المسلمون أن الأنبياء هم بشر وليسوا آلهة، وإن كان بعضهم
منحه الله القدرة على صنع المعجزات لإثبات نبوتهم. الأنبياء في المعتقد
الإسلامي يعتبروا الأقرب إلى الكمال من البشر، وهم من يتلقى الوحي الإلهي،
إما مباشرة من الله، أو عن طريق الملائكة. يذكر القرآن أسماء العديد من
الأنبياء، بما في ذلك آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى وغيرهم.[24] وبحسب
القرآن فإن كافة الأنبياء كانوا مسلمين يدعون إلى الإسلام ولكن بشرائع
مختلفة.[25][26] يُعرّف الإسلام في القرآن بأنه {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي
فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا}،[27] كما يؤمن المسلمون بأن الحنيفية هي أساس
دين إبراهيم. ويرون أن الاختلاف بين الأديان الإبراهيمية في الشريعة فقط
وليس في العقيدة وأن شريعة الإسلام ناسخة لما قبلها من الشرائع. أي أن
الدين الإسلامي يتكون من العقيدة والشريعة. فأما العقيدة فهي مجموعة
المبادئ التي على المسلم أن يؤمن بها وهي ثابتة لا تختلف باختلاف الأنبياء.
أما الشريعة فهي اسم للأحكام العملية التي تختلف باختلاف الرسل.[28][29]
الله
يعد أساس الإسلام هو الإيمان بإله واحد هو الله. وهو خالد، حي لا يموت، ولا
يغفل، عادل لا يظلم، لا شريك له ولا ند، ولا والد ولا ولد، رحمن رحيم،
يغفر الذنوب ويقبل التوبة ولا يفرق بين البشر إلا بأعمالهم الصالحة. وهو
خالق الكون ومطلع على كل شيء فيه ومتحكم به. وفي المعتقد الإسلامي؛ الله
ليس كمثله شيء،[30] أي أنه مغاير تمامًا لكل مخلوقاته وبعيد عن تخيلات
البشر، لهذا فلا يوجد له صورة أو مجسم، إنما يؤمن المسلمون بوجوده ويعبدونه
دون أن يروه. كما أن الله في الإسلام واحد أحد، لهذا يرفض المسلمون عقيدة
الثالوث المسيحي بوجود الله في ثلاثة أقانيم، فضلاً عن رفض ألوهية المسيح
الذي هو بشر رسول في العقيدة الإسلامية،[31] ومن أهم السور التي يستدل
المسلمين بها على ذلك، سورة الإخلاص: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ
الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا
أَحَدٌ}.[32]
يقول بعض الباحثين أن كلمة "الله" العربية المستخدمة إسلاميًا للدلالة على
ذات الرب، إنما هي مكونة من قسمين: "الـ" و"إله"، بينما يقول أخرون أن
جذورها آرامية ترجع لكلمة "آلوها".[33] ولله في الإسلام عدة أسماء وردت في
القرآن، وهناك تسعة وتسعين إسمًا اشتهرت عند المسلمين السنة باسم "أسماء
الله الحسنى"، وهي أسماء مدح وحمد وثناء وتمجيد لله وردت في القرآن أو على
لسان أحد من الرسل وفق المعتقد السني،[34] ومنها: الملك، القدّوس، السلام،
المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبّار، القابض، الباسط، الوكيل، الأول، الرؤوف،
ذو الجلال والإكرام، وغيرها. والحقيقة أن هناك خلاف حول عدد الأسماء
الحسنى بين علماء السنة، وخلاف حول الأسماء الحسنى ذاتها. إلا أن البعض رجح
أن عددها تسعة وتسعين وفقًا لحديث أورده البخاري عن الرسول محمد أنه قال:
"إن لله تسعة وتسعين اسمًا، مائةً إلا واحدًا، من أحصاها دخل
الجنة".[35][36]
الكتب المقدسة
يعتبر المسلمون أن القرآن كلام الله الحرفي.[40] وأن آياته أنزلت، بلسان
عربيّ مبين،[41] على محمد من الله عن طريق الملاك جبريل في مناسبات عديدة
منذ بعثته حوالي عام 610م حتى وفاته في 8 يونيو سنة 632م.[23] وقد تم تدوين
القرآن بواسطة بعض صحابة محمد في حياته، إلا أنه لم يتم جمعه في كتاب واحد
في ذلك الحين. وقد جُمع القرآن في كتاب واحد لأول مرة في زمن أبي بكر
الصديق، الخليفة الأول، ثم تم نسخه في عدة نسخ وتوزيعها علي مختلف الأمصار
المسلمة في عهد عثمان بن عفان، الخليفة الثالث. ويؤمن المسلمون بأن القرآن
لم يتغير وبأن الله قد تكفل بحفظه. ويجمع المسلمون بمختلف طوائفهم على نسخة
واحدة منه حتى الآن.[42][43]
ينقسم القرآن إلى 114 سورة، ويحتوي على 6236 آية. ويوجد بالقرآن آيات مكية
وأخرى مدنية. فأما المكية فهي التي نزلت قبل الهجرة، وكانت تركز أساسًا على
بناء العقيدة والإيمان وكذلك المواضيع الأخلاقية والروحية. أما الآيات
المدنية اللاحقة فنزلت بعد الهجرة وتهتم بالتشريع والأحكام وبمناقشة
القضايا الاجتماعية والأخلاقية اللازمة لبناء المجتمع المسلم خصوصًا
والبشري عمومًا.[44] والقرآن أكثر انشغالاً بالتوجيه المعنوي من التعليمات
القانونية، ويعتبر الكتاب المرجعي "للمبادئ والقيم الإسلامية".[45] ويعتبر
معظم المسلمين أن القرآن إلى جانب السنة النبوية هما المصدران الأساسيان
للتشريع الإسلامي. كلمة القرآن مشتقة من "القراءة"، وتعتبر قراءة القرآن
أحد أهم العبادات في الإسلام، ويُقرأ القرآن باللغة العربية ولا يجوز
تلاوته بلغة أخرى. وعلى الرغم من وجود نسخ مترجمة من القرآن بمختلف لغات
العالم، إلا أنها لا تتعدى مجرد كونها تفاسير لمعاني القرآن باللغات
الأخرى، حيث تستمد قدسية القرآن من حرفيته، وهو ما لا يتاح في الترجمة بسبب
الاختلافات اللغوية وأخطاء المترجمين.[46]
وكما يؤمن المسلمون بالقرآن فإنهم كذلك يؤمنون بأن الكتب السابقة على نزول
القرآن نزلت من عند الله على بعض الأنبياء، كالتوراة التي نزلت على موسى،
والزبور المنزل على داود، وصحف إبراهيم، والإنجيل المنزل على المسيح عيسى
بن مريم، ويعتقدون أن القرآن ناسخ وملغي لما فيها من شرائع، كما يعتقدون أن
النسخ الحالية لهذه الكتب طرأ عليها التحريف،[6] والإيمان بهذه الكتب شرط
في الإيمان عند المسلمين ومن جحد شيئًا منها يعد كافرًا. ومن الآيات التي
يستدل بها المسلمون على ذلك، الأيات التي وردت في سورة المائدة: {إِنَّا
أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا
النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ
وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ
اللَّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ
وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَن لَّمْ
يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ
وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ
بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ
بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ
لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ
الظَّالِمُونَ وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ
مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ
الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ
التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ
الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ
اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ
الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ
وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ
تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا
مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً
وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا
الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّه مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا
كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ}.[47]
الإسلام والمندائية
يؤمن المسلمون بأن دين الصابئة إبراهيمي وفقًا لما جاء في القرآن: {إِنَّ
الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ
مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ
أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ
يَحْزَنُونَ}،[330] حيث ذُكرت الصابئة ضمن سياق من يحملون صفات الإيمان
بالله واليوم الآخر والعمل الصالح وهي معتقدات مشتركة بين الأديان
الإبراهيمية.
الإسلام واليهودية
مع أنه ورد في القرآن: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَأوَةً لِلَّذِينَ
آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ
مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ
ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا
يَسْتَكْبِرُونَ}،[331] إلا أن الإسلام قد أمر المسلمين بحسن معاملة أهل
الكتاب سواء كانوا يهود أم مسيحيين، ما داموا غير محاربين. والآية آنفة
الذكر لها سياق تاريخي محدد ودلالتها مقيدة، والكلام عن الصفات النابعة من
الدين اليهودي والتي يمتلكها معظم اليهود، بحكم مادية رؤيتهم للحياة والحرص
على المصالح والثروة، بخلاف المسيحيين الذين يغلب على ديانتهم المحبة
والروحانية والتسامح.
لقد أبرم النبي محمد العهود مع اليهود في المدينة، واعتبرهم جزءًا من الأمة
الإسلامية، وحارب الكثير من اليهود جنبًا إلى جنب ضد البيزنطيين والفرنجة،
وقد أقصى النبي اليهود من شبه الجزيرة العربية لأنهم واثقوه وعاهدوه ثم
خانوا العهود وتحالفوا مع أعدائه القرشيين، فإخراجهم كان بسبب الخيانة
العظمى وليس بسبب يهوديتهم.[332][333]
وكذلك الأمر في الصراع العربي الإسرائيلي، يقول الشيخ يوسف القرضاوي: "إن
الصراع بيننا وبين اليهود صراع على الأرض وليس من أجل يهوديتهم، فهم أهل
كتاب إجمالاً".[334] يتشارك المسلمين واليهود في إيمانهم بنبوة موسى وغيره
ممن وردوا في التوراة، وبحادثة خروج بني إسرائيل من مصر وشق البحر الأحمر،
وكذلك في قدسيّة بعض الأماكن مثل مدينة القدس والحرم الإبراهيمي وحائط
البراق الذي تُسميه اليهود "حائط المبكى".
الإسلام والمسيحية
المسيحيون - أو كما سموا في القرآن بالنصارى - وفقًا للشريعة الإسلامية هم
أقرب الناس مودة للمسلمين وعزى القرآن ذلك إلى تعبدهم وعدم استكبارهم حيث
جاء: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَأوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا
الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً
لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ
مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ
وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ
تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ ۖ يَقُولُونَ
رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ وَمَا لَنَا لَا
نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ
يُدخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ}،[335] ومع ذلك ورد في
القرآن أن بعضًا منهم متعصبون لدينهم وكارهون للمسلمين: {وَلَنْ تَرْضَىٰ
عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ
قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ
أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ
اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِير}.[336] ويبيح الإسلام للمسلمين مصادقة
النصارى والتعامل الحسن معهم من أي نوع وفقًا للآية الثانية والثمانون من
سورة المائدة ولكن يمنع من اتخاذهم كالأخوة وموالاتهم في الحرب وذلك وفقا
للآية الحادية والخمسون من سورة المائدة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ
أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ
إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} والتي استنبط منها
العلماء المسلمون قاعدة الولاء والبراء.
أما المسيح في القرآن فيُدعى "عيسى" بدلاً من "يسوع"، ويعتقد البعض أن هذا
تعريب لاسمه اليوناني "إيسوس"؛[337] وهو نبي مؤتى بالبينات ومؤيد بالروح
القدس،[338] ويدعى كلمة الله الوجيه في الدنيا والآخرة،[339] قول
الحق،[340] وقد جاء بالحكمة،[341] ويذكر القرآن أيضًا عددًا من أعمال عيسى
ومعجزاته الواردة في الأناجيل،[342] وأخرى مذكورة في الكتب
الأبوكريفية،[343] ويشبهه بآدم حيث خلقهما الله من تراب ثم نفخ فيهما من
روحه،[344] وتشير سورة الأنبياء 91 إلى عذرية مريم وحملها بأمر الله دون أن
يمسسها بشر،[345] وتختم بالإعلان أن عيسى وأمه هما آية للعالمين؛ بيد أن
القرآن يكفر القائلين بألوهية المسيح،[346] كما ينفي صلبه أو مقتله،[347]
لكنه يشير إلى كونه المسيح، ويدعوه بهذا الاسم في عدد من الآيات.[348]
اليهودية أقدم الديانات
السماوية الثلاث والديانة التي نزلت على النبي موسى في مصر أثناء وجود
بني إسرائيل العبرانيين فيها ويقدر عدد معتنقيها بين 13.2الى 15.4 مليون
يهودي رغم أن تعداد اليهود في حد ذاته يعتبر قضية خلافية حول قضية "من هو
اليهودي؟". الكتاب المقدس الذي أنزل على موسى في عقيدة اليهود هو التوراة.
لكن أحكام وشرائع التوراة تشرحها الشريعة الشفوية وهي الشرح الحاخامي لنصوص
التوراة والذي قد سجل لاحقا في التلمود.
الحقل الدلالي والأصل اللغوي
اليهودية من المصطلحات التي تسبب اختلافا في دلالتها. يشير اليهود إلى
عقيدتهم باسم التوراة (أي القانون، أو الشريعة). ظهر المصطلح للمرة الأولى
في العصر الهيليني تمييزا بين عقائد وممارسات اليهود، والعبادات الموجودة
في الشرق الأدنى.
وأول من أشار إلى عقيدة اليهود باليهودية هو المؤرخ اليهودي المتأغرق
يوسيفوس فلافيوس، وذلك بالمقارنة مع "الهيلينية": عقيدة أهل مقاطعة يهودا
مقابل عقيدة سكان مقاطعة هيلاس. فالمصطلحان بدءا اسمين جغرافيين قبل أن
يشيرا إلى النسقين العقائديين.
وقيل التهود في اللغة التي كان يتحدثها موسي بمعنى العودة أو التوبة كما روي في القران { أنا هدنا إليك } أي تبنا إليك وعدنا.
يرى الدارسون أن "اليهودية" كمصطلح لا يشير إلى النسق الديني للعبرانيين
قبل تدوين العهد القديم أثناء الهجرة الأولى إلى بابل 578 ق.م.، أي بعد
موسى بمئات السنين، واستمر التدوين حتى القرن الثاني قبل الميلاد، في وقت
أصبحت فيه العبرية لغة ميتة لا تستخدم إلا في الطقوس الدينية، بينما أصبحت
الآرامية لغة اليهود. لذا، قد يكون من الأفضل الحديث عن "عبادة يسرائيل" في
المرحلة السديمية التي تسبق بناء الهيكل وتأسيس المملكة العبرانية المتحدة
عام 1020 ق.م.، وعن "العبادة القربانية المركزية" بعد تأسيس الهيكل وحتى
هدمه عام 70 ميلادية، واليهودية بشكل عام لما بعد ذلك.
الإله
اليهودية هي أقدم ديانة توحيدية بين الديانات
الإبراهيمية الثلاث الكبرى. والله في اليهودية واحد أحد، ومفهوم الإله في
اليهودية هو ذلك المستمد من الأسفار الخمسة الأولى في التوراة، فالله هو
فرد صمد قادر رحيم عادل خلق الناس لتعدل وترحم بعضها بعضا، وجميع الناس
تستحق أن تعامل باحترام وكرامة.
شعب الرسالة
الشعب اليهودي هو الشعب الذي يعتقد أنه يخدم ربه بالصلاة ومراعاة الوصايا
التوراتية كما يعتقد أنه هو الشعب الحامل للرسالة. تؤمن اليهودية بالافتداء
والخلاص والنجاة لكنها تختلف عن العديد من الديانات
الأخرى في أن السبيل إلى الخلاص والنجاة في الحياة الأخرى لا يكون
بالعقيدة وإنما بالأفعال, أي أن الأفعال الصالحة هي التي تمكن البشر من
النجاة وليس العقيدة التي يتبعونها ويدخل في موضوع شعب الرسالة أو الشعب
المختار بعض الاعتقادات الحلولية.
الكتب المقدسة والدينية
تتعادل في اليهودية أهمية الشريعة المكتوبة (التوراة والأنبياء والكتب) مع
أهمية الشريعة الشفوية (شروحات الحاخامات المجموعة في التلمود). كما ظهرت
لاحقا كتابات القبالاه التي سيطرت لاحقا على جزء من الفكر الديني اليهودي.
نظرة الأديان الأخرى لليهودية
النظرة المسيحية لليهودية
يرى المسيحيون أن اليهودية ديانة توحيدية سماوية أنبياؤها كثر وأهمهم موسى
النبي. وتعترف المسيحية بالتوراة وتطلق عليها تسمية العهد القديم ينبع ذلك
من الاعتقاد بأن التوراة عبارة عن ممثل للعهد القديم الذي لم يعد له معنى
منذ ظهور المسيح إلا في علاقته بالعهد الجديد فقدوم يسوع المسيح يعد مكملا
للتوراة, أي أن التطبيق العملي للعهد القديم لا يكون إلا عن طريق المسيح
الذي تصنفه المسيحيه بأنه هو المخلص وأنه الطريق إلى الله وبما أن العهد
القديم يشير إلى المسيح بشكل واضح فإن العهد القديم هو جزء رئيسي من
العقيدة المسيحية.
النظرة الإسلامية لليهودية
ينظر الإسلام إلى اليهودية باعتبارها ديانة توحيدية نبيها موسى المرسل إلى
بني إسرائيل، والذي تكلم إليه الله في طور سيناء وحمل رسالة التوحيد إلى
قومه، حيث أوحى الله له بالتوراة والتي يؤمن المسلمون بانها حرفت من قبل
اليهود في وقت لاحق. ويؤمن المسلمون بموسى وبالتوراة وبجميع أنبياء بنى
إسرائيل المذكورين في القرآن والغير مذكورين، بمن فيهم المسيح عيسى بن
مريم.
أما نظرة الإسلام لليهود الآن أننهم خارجين عن التوحيد بل وكفار لأنهم
قتلوا الأنبياء وتعدوا على الذات الإلهية بسبب فقد قالوا أن لله ولد وهو
عزير كما ادعوا أن الله بخيل وهم أغنياء وسيظلون أعدى أعداء المسلمين:
﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ
وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً
لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ
مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ
يَسْتَكْبِرُونَ﴾«5:82».
----------------------------------------------
انتهينا من الديانه اليهوديه
---------------------------------------------
نبدأ في الديانه المسيحيه
المسيحية
هي إحدى الديانات السماوية، الديانات
الإبراهيمية والديانات التوحيدية؛ الجذر اللغوي لكلمة مسيحية تأتي من
كلمة مسيح[2] والتي تعني حرفيًا المختار أو المعين2، وقد جاءت التسمية نسبة
إلى يسوع الذي هو بحسب العقيدة المسيحية المسيح، ابن الله، الله المتجسد،
المخلص وغيرها من التسميات الأخرى؛[3] المسيحية تعتبر أكبر دين معتنق في
الأرض ويبلغ عدد أتباعها 2.2 مليار أي حوالي ثلث سكان الكوكب من البشر،
كذلك فالمسيحية دين الأغلبية السكانية في 120 بلدًا من أصل 190 بلدًا
مستقلاً في العالم.[4]
تؤمن أغلب الطوائف المسيحية أن يسوع هو المسيح والابن أي الأقنوم الثاني في
الثالوث الأقدس، وبالتالي فهو إله كامل. وقد ولد من عذراء بطريقة
إعجازية. وخلال حياته الأرضية اجترح العجائب والمعجزات، ثم صلب ومات
تكفيرًا عن خطايا البشرية، وقام من الموت في اليوم الثالث وصعد إلى السماء
متحدًا مع الله الآب، بيد أنه أرسل الروح القدس ثالث الأقانيم الإلهية،
وسيعود في اليوم الأخير لإدانة البشرية ومنح الحياة الأبدية في الجنة
للصالحين والمؤمنين.[7]
ان الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط الثقل الرئيسي للمسيحية في القرون
الأولى وظلت القدس، أنطاكية، الرها والإسكندرية عواصم الثقافة المسيحية قبل
أنتقال النفوذ والتأثير إلى روما والقسطنطينية خلال القرون الوسطى.
عانت المسيحية في البدايات من اضطهاد الإمبراطورية الرومانية لكنها ومنذ
القرن الرابع غدت دين الإمبراطورية واكتسبت ثقافة يونانية ورومانية أثرت
عميق التأثير فيها؛ وكأي ديانة أخرى ظهرت في المسيحية عدة من الطوائف
والكنائس تصنف في ستة عائلات كبيرة: تزامنت الإنشقاقات الأولى مع القرن
الرابع حين انفصلت الكنائس الأرثوذكسية المشرقية والأرثوذكسية القديمة،
تلاها عام 1054 الانشقاق الكبير بين الكاثوليكية والأرثوذكسية الشرقية ثم
البروتستانتية خلال القرن السادس عشر فيما عرف باسم عصر الإصلاح.[8] وكما
تأثرت، فقد أثرت المسيحية في غيرها من الأديان، ولها بصمة واضحة في الحضارة
الحديثة وتاريخ البشرية على مختلف الأصعدة.[9]
نشوء الكتاب المقدس
ينقسم الكتاب المقدس لدى المسيحيين إلى قسمين متمايزين هما العهد القديم والعهد الجديد.
أصل هذه التسمية تعود أن اللاهوتيين المسيحيين الأوائل رؤوا ما ذهب إليه
بولس في الرسالة الثانية إلى كورنثس 14/3 بأن تلك النصوص تحوي أحكام عهد
جديد، ما أدى في الوقت نفسه إلى إطلاق مصطلح العهد القديم على المجموعة
التي كانت تسمى الشريعة والأنبياء وتشمل الكتاب المقدس لدى اليهود.[223]
إن الجماعة المسيحية الأولى، والتي انطلقت من بيئة يهودية وامتلكت قواسم
مشتركة عديدة مع الديانة اليهودية، اعتبرت في البداية الشريعة والأنبياء
المقدسة لدى اليهود، كتابها المقدس الوحيد،[223] وكانت الترجمة السبعينية
لهذا الكتاب والتي أنجزها لاهوتيون يهود في الإسكندرية خلال القرن الثاني
قبل الميلاد باللغة اليونانية النسخة الأكثر انتشارًا منه؛[223] ويعود سبب
تقديس المسيحيين للعهد القديم إلى عدة أسباب: يسوع طلب ذلك صراحة،[224]
ولأن نبؤات العهد القديم حول الماشيح قد تحققت في شخص يسوع حسب المعتقدات
المسيحية، لذلك يلبث العهد القديم هامًا لتأكيد أن يسوع هو المسيح،[225]
وكذلك لفهم البيئة التي نشأ منها يسوع، ويضاف إلى ذلك أن العهد القديم جزء
من وحي الله.[226]
أما تأليف أسفار العهد الجديد، وضمها في بوتقة واحدة، فهو نتيجة تطور طويل
معقد،[223] إذ يظهر العهد الجديد كمجموعة مؤلفة من سبعة وعشرين سفرًا
مختلفة الحجم، وضعت جميعها باللغة اليونانية أواخر القرن الأول؛[227] إن
السلطة العليا في أمور الدين كانت تتمثل لدى المسيحيين الأولين في مرجعين،
العهد القديم، والمرجع الثاني الذي انتشر انتشارًا سريعًا وقد أجمعوا على
تسميته الرب، ويشمل هذا المرجع على التعاليم التي ألقاها يسوع والأحداث
التي تبين سلطته؛[227] لكن العهد القديم وحده كان يتألف من نصوص مكتوبة،
أما أقوال يسوع وما كان يعظ به فقد تناقلتها ألسن الحفاظ شفهيًا، وربما
وجدت بعض الوثائق المكتوبة لروايتي الصلب والقيامة أو بعض الأحداث الهامة
الأخرى؛ ولم يشعر المسيحيون الأولون، إلا بعد وفاة آخر الرسل بضرورة تدوين
التقليد الشفهي،[227] فبدؤوا قرابة العام 120 بإنشاء العهد الجديد، مبتدئين
بأسفار بولس نظرًا لما كان له من شهرة ولأنه أوصى بقراءة رسائله
بنفسه،[228] وتشير كتابات آباء كنيسة القرن الثاني إلى أنهم يعرفون عددًا
كبيرًا من رسائل بولس وأنهم يولونها مكانة الكتب المقدسة،[229] أيضًا فإن
أقدم الإشارات التاريخية تعود للعام 140 تثبت أن المسيحيين يقرأون الأناجيل
في اجتماعات الأحد وأنهم يعدونها مؤلفات الرسل أو أقله شخصيات تتصل بالرسل
بشكل وثيق، وأنهم أخذوا يولونها منزلة الكتاب المقدس
الملائكة والأبالسة
تؤمن المسيحية بالملائكة ككائنات روحية تخدم الله وتنقل رسائله الخطيرة
للبشر،[372] كما تؤمن أيضًا بالشيطان كملاك ساقط، ويكنى بأسماء عديدة في
الكتاب المقدس،[373] ومعه كوكبة من الأرواح النجسة أيضًا التي تقوم بتضليل
العالم وإغواءه، لكن المسيح سينتصر عليهم ويبيديهم في يوم القيامة،[374]
ويوضح الكتاب المقدس صراحة أن ملك العالم الحالي هو للشيطان،[375] ومن
الممكن أن يسكن الشيطان أو أحد الأرواح النجسة في إنسان ويسمى طقس طرد
الشيطان من شيء مسكون بالتعزيم.[376]
يرى عدد من اللاهوتيين المسيحيين أن الملائكة والشياطين رموز وحقائق ضمن
صور، فبينما يشير الشيطان إلى غياب الله وسلطة الشر والخطيئة، تشير
الملائكة إلى مجد الله، يستشهد هؤلاء اللاهوتيون بأسماء الملائكة كدليل على
رأيهم، إذ تعني كلمة ميخائيل باللغة العربية من مثل الله؛ في حين تعني
كلمة جبرائيل، قوة الله.
المسيحية والأديان الأخرى
العلاقة بين الديانة اليهودية والمسيحية معقدة ومتشعبة، فالمسيحية نشأت
وأخذت مفاهيمها الأولية من بيئة يهودية صرفة؛[380] أما عن العلاقة
الإنسانية بين الطرفين فقد اتسمت بالتقلب: بدأت مع اضطهاد اليهود للمسيحيين
منذ أيام يسوع،[381] ودورهم في صلبه،[382] ثم يذكر سفر أعمال الرسل اضطهاد
اليهود للمسيحيين،[383] ولاحقًا قام ذو نواس اليهودي بقتل مئات الألوف من
المسيحيين في اليمن حسب بعض الباحثين،[384] لكنه وبدءًا من القرن الرابع
أخذت المسيحية باضطهاد اليهودية، فطرد اليهود أولاً من الاسكندرية وعاشوا
خلال الإمبراطورية البيزنطية خارج المدن الكبرى، وفرض عليهم بدءًا من القرن
الحادي عشر التخصص بمهن معينة؛ ثم صدر عام 1492 مرسوم طردهم من إسبانيا في
حال عدم اعتناقهم المسيحية، الأمر الذي كان فاتحة طرد اليهود من أوروبا
برمتها: فطردوا من فيينا سنة 1441 وبافاريا 1442 وبروجيا 1485 وميلانو 1489
ومن توسكانا 1494، وأخذوا يتجهون نحو بولندا وروسيا والإمبراطورية
العثمانية،[385] ورغم تحسن أوضاع اليهود مع استقلال هولندا الليبرالية
وقيام الثورة الفرنسية إلا أن الحروب بين بولندا وأوكرانيا دمرت نحو
ثلاثمائة تجمع يهودي وقتلت الكثير منهم في القرن السابع عشر، ورغم مبادئ
الثورة الفرنسية لكن القرن الثامن عشر حمل الكثير من معاداة السامية
لليهود،[386] ولا يمكن تحميل السلطات المسيحية أو الكنيسة مسؤولية جميع هذه
المجازر، بيد أنها تقع على عاتق الحكومات والدول المسيحية.
المسيحية والإسلام
يقيم القرآن نظامًا خاصًا لليهود والمسيحيين ويدعوهم أهل الكتاب، ويقر
بوجودهم في المجتمع الإسلامي،[389] ويثني عليهم في مواضع عدة،[390] ويميز
بشكل خاص المسيحيين، ويذكر صراحة أنهم الأكثر مودة للمسلمين.10[391]
يسم الله الرحمن الرحيم
مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ
آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ.
يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ
وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ
وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ
وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ
—آل عمران،
يرى بعض الفقهاء أن آيات القتال في القرآن تشير إلى غير المسلمين عمومًا
والمسيحيين جزء منهم،[392] بيد أن بعض الباحثين يرن أن هذه الآيات تشير
غالبًا إلى قبيلة قريش وتربط بظرفيتها التاريخية،[393] ويكرم القرآن أيضًا
الإنجيل،[394] ويصفه بأنه هدى ونور،[395] وينعته بالكتاب المنير،[396] ولكن
الإسلام يعتقد أن النسخة الحالية منه نسخة محرفة.
أما يسوع في القرآن يدعى عيسى تعريبًا لاسمه اليوناني إيسوس؛ وهو نبي مؤتى
بالبينات ومؤيد بالروح القدس،[397] ويدعى كلمة الله الوجيه في الدنيا
والآخرة،[398] قول الحق،[399] وقد جاء بالحكمة،[400] ويذكر القرآن أيضًا
عددًا من أعمال يسوع ومعجزاته الواردة في الأناجيل،[401] وأخرى مذكورة في
الكتب الأبوكريفية،[402] ويشبهه بآدم حيث خلقهما الله من تراب ثم نفخ فيهما
من روحه،[403] وتشير سورة الأنبياء 91 إلى عذرية مريم وحملها بأمر الله
دون وجود ذكر،[404] وتختم بالإعلان أن يسوع وأمه هما آية للعالمين؛ بيد أن
القرآن يرفض ألوهية يسوع،[405] كما ينكر صلبه أو مقتله،[406] لكنه يشير إلى
كونه المسيح، ويدعوه بهذا الاسم في عدد من الآيات.[407]
----------------------------------------------
انتهينا من الديانه المسيحيه
---------------------------------------------
نتكلم على ديننا دين الاسلام
الإسلام هو أحد الأديان الإبراهيمية أو الأديان السماوية، وهو ثاني الديانات
في العالم من حيث عدد المعتنقين بعد المسيحية. والمعنى العام لكلمة
الإسلام هو الاستسلام لله،[2] أي تسليم كامل من الإنسان لله في كل شؤون
الحياة.[3][4]
يؤمن المسلمون أن الإسلام هو آخر الرسالات السماوية، وأنه ناسخ لما قبله من
الديانات؛ كما يؤمن المسلمون بأن محمداً رسول من عند الله، وخاتم الأنبياء
والمرسلين؛ وأن الله أرسله إلى الثقلين كافة، أي الجن والإنس. ومن أسس
العقيدة الإسلامية الإيمان بوجود إله واحد لا شريك له هو الله،[5] وكذلك
الإيمان بجميع الأنبياء والرسل الذين أرسلوا إلى البشرية قبل محمد، كالنبي
إبراهيم ويوسف وموسى والمسيح عيسى بن مريم وغيرهم كثير ممن ذكر في القرآن
أو لم يُذكر، وأنهم جميعًا كما المسلمين، اتبعوا الحنيفية، ملة النبي
إبراهيم، والإيمان بكتبهم ورسائلهم التي بعثهم الله كي ينشروها للناس،
كالزبور والتوراة والإنجيل، بيد أن النسخ الحالية منها وفق المعتقد
الإسلامي قد طالها التحريف وليست بالنسخ السماوية الأصلية، ذلك أن تلك
الأخيرة ضاعت مع مرور الزمن لأسباب مختلفة، منها التأخر في تدوينها ووفاة
حفظتها.[6] كذلك يؤمن المسلمون بالملائكة وباليوم الآخر، وأن القرآن هو
الكتاب المنزل من عند الله على محمد عن طريق المَلَك جبريل. والقرآن هو
مصدر التشريع الإسلامي الأول وتعتبر سنّة النبي محمد المصدر الثاني لتشريع
الإسلام. وللإسلام شريعة تطال جميع جوانب حياة الإنسان والمجتمع وتهدف إلى
تنظيمها وتنسيقها وفق تعاليم هذا الدين،[7] وهي تنقسم إلى ثلاثة أقسام
رئيسية: الأحكام العقائدية، الأحكام التهذيبية، والأحكام العملية.[8]
ينتمي معظم المسلمين اليوم إلى الطائفتين السنيّة والشيعية، وهناك أقليات
تتبع طوائف أخرى.[9][10] تعتبر إندونيسيا أكبر البلاد الإسلامية حاليًا،
ويقطنها حوالي 13% من مسلمي العالم،[11] أما الباقون فيتوزعون على الشكل
التالي: 25% في آسيا الجنوبية،[11] 20% في الشرق الأوسط،[12] 2% في آسيا
الوسطى، 4% في باقي بلدان آسيا الجنوبية، و 15% في أفريقيا جنوب الصحراء
الكبرى.[10] وهناك مجتعات إسلامية ضخمة في عدد من الدول مثل الصين وروسيا
ودول البحر الكاريبي، إلا أنها تعتبر من الأقليات في تلك الأنحاء نظرًا
لارتفاع عدد سكان بلادها بصورة إجمالية. يصل عدد المسلمين اليوم إلى حوالي
1.57 مليار نسمة، وبهذا فإنهم يشكلون قرابة 23% من سكان العالم.[10] ينتشر
عدد كبير من المسلمين في الدول الصناعية وبشكل خاص الولايات المتحدة
الأمريكية وكندا ودول أوروبا الغربية بفعل الهجرة بحثًا عن مورد رزق، وقد
أدى ازدياد عدد المسلمين في تلك الدول أن يقوم البعض من أبنائها بالتعرّف
والتقرب من هذا الدين ومن ثم الدخول فيه، مما يجعل عددًا من الخبراء يزعم
أن الإسلام هو أسرع الديانات انتشارًا في العالم حاليًا.[13][14][15][16][17]
أفكار وعقائد
بحسب القرآن، يؤمن المسلمون بالله وملائكته وكتبه ورسله وبيوم القيامة.
ويضيف إلى ذلك المسلمين السنّة القضاء والقدر،[20] إعمالاً بحديث مروي في
كتب الحديث عن محمد عندما قال أن الإيمان هو: "أن تؤمن بالله، وملائكته،
وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره"،[21] وتطلق الشيعة
الإمامية على الركن الأخير تسمية العدل، وتضيف كذلك الإمامة كأصل من أصول
الدين.[22]
يؤمن المسلمون بأن الله هو الإله الواحد الذي خلق الكون بكل ما فيه، وأوحى
القرآن لمحمد عن طريق جبريل، ويؤمنون بأنه الرسالة الخاتمة للرسالات التي
بعث بها الأنبياء الذين سبقوه.[23] والأنبياء هم رجال اختارهم الله ليكونوا
رسله. ويعتقد المسلمون أن الأنبياء هم بشر وليسوا آلهة، وإن كان بعضهم
منحه الله القدرة على صنع المعجزات لإثبات نبوتهم. الأنبياء في المعتقد
الإسلامي يعتبروا الأقرب إلى الكمال من البشر، وهم من يتلقى الوحي الإلهي،
إما مباشرة من الله، أو عن طريق الملائكة. يذكر القرآن أسماء العديد من
الأنبياء، بما في ذلك آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى وغيرهم.[24] وبحسب
القرآن فإن كافة الأنبياء كانوا مسلمين يدعون إلى الإسلام ولكن بشرائع
مختلفة.[25][26] يُعرّف الإسلام في القرآن بأنه {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي
فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا}،[27] كما يؤمن المسلمون بأن الحنيفية هي أساس
دين إبراهيم. ويرون أن الاختلاف بين الأديان الإبراهيمية في الشريعة فقط
وليس في العقيدة وأن شريعة الإسلام ناسخة لما قبلها من الشرائع. أي أن
الدين الإسلامي يتكون من العقيدة والشريعة. فأما العقيدة فهي مجموعة
المبادئ التي على المسلم أن يؤمن بها وهي ثابتة لا تختلف باختلاف الأنبياء.
أما الشريعة فهي اسم للأحكام العملية التي تختلف باختلاف الرسل.[28][29]
الله
يعد أساس الإسلام هو الإيمان بإله واحد هو الله. وهو خالد، حي لا يموت، ولا
يغفل، عادل لا يظلم، لا شريك له ولا ند، ولا والد ولا ولد، رحمن رحيم،
يغفر الذنوب ويقبل التوبة ولا يفرق بين البشر إلا بأعمالهم الصالحة. وهو
خالق الكون ومطلع على كل شيء فيه ومتحكم به. وفي المعتقد الإسلامي؛ الله
ليس كمثله شيء،[30] أي أنه مغاير تمامًا لكل مخلوقاته وبعيد عن تخيلات
البشر، لهذا فلا يوجد له صورة أو مجسم، إنما يؤمن المسلمون بوجوده ويعبدونه
دون أن يروه. كما أن الله في الإسلام واحد أحد، لهذا يرفض المسلمون عقيدة
الثالوث المسيحي بوجود الله في ثلاثة أقانيم، فضلاً عن رفض ألوهية المسيح
الذي هو بشر رسول في العقيدة الإسلامية،[31] ومن أهم السور التي يستدل
المسلمين بها على ذلك، سورة الإخلاص: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ
الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا
أَحَدٌ}.[32]
يقول بعض الباحثين أن كلمة "الله" العربية المستخدمة إسلاميًا للدلالة على
ذات الرب، إنما هي مكونة من قسمين: "الـ" و"إله"، بينما يقول أخرون أن
جذورها آرامية ترجع لكلمة "آلوها".[33] ولله في الإسلام عدة أسماء وردت في
القرآن، وهناك تسعة وتسعين إسمًا اشتهرت عند المسلمين السنة باسم "أسماء
الله الحسنى"، وهي أسماء مدح وحمد وثناء وتمجيد لله وردت في القرآن أو على
لسان أحد من الرسل وفق المعتقد السني،[34] ومنها: الملك، القدّوس، السلام،
المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبّار، القابض، الباسط، الوكيل، الأول، الرؤوف،
ذو الجلال والإكرام، وغيرها. والحقيقة أن هناك خلاف حول عدد الأسماء
الحسنى بين علماء السنة، وخلاف حول الأسماء الحسنى ذاتها. إلا أن البعض رجح
أن عددها تسعة وتسعين وفقًا لحديث أورده البخاري عن الرسول محمد أنه قال:
"إن لله تسعة وتسعين اسمًا، مائةً إلا واحدًا، من أحصاها دخل
الجنة".[35][36]
الكتب المقدسة
يعتبر المسلمون أن القرآن كلام الله الحرفي.[40] وأن آياته أنزلت، بلسان
عربيّ مبين،[41] على محمد من الله عن طريق الملاك جبريل في مناسبات عديدة
منذ بعثته حوالي عام 610م حتى وفاته في 8 يونيو سنة 632م.[23] وقد تم تدوين
القرآن بواسطة بعض صحابة محمد في حياته، إلا أنه لم يتم جمعه في كتاب واحد
في ذلك الحين. وقد جُمع القرآن في كتاب واحد لأول مرة في زمن أبي بكر
الصديق، الخليفة الأول، ثم تم نسخه في عدة نسخ وتوزيعها علي مختلف الأمصار
المسلمة في عهد عثمان بن عفان، الخليفة الثالث. ويؤمن المسلمون بأن القرآن
لم يتغير وبأن الله قد تكفل بحفظه. ويجمع المسلمون بمختلف طوائفهم على نسخة
واحدة منه حتى الآن.[42][43]
ينقسم القرآن إلى 114 سورة، ويحتوي على 6236 آية. ويوجد بالقرآن آيات مكية
وأخرى مدنية. فأما المكية فهي التي نزلت قبل الهجرة، وكانت تركز أساسًا على
بناء العقيدة والإيمان وكذلك المواضيع الأخلاقية والروحية. أما الآيات
المدنية اللاحقة فنزلت بعد الهجرة وتهتم بالتشريع والأحكام وبمناقشة
القضايا الاجتماعية والأخلاقية اللازمة لبناء المجتمع المسلم خصوصًا
والبشري عمومًا.[44] والقرآن أكثر انشغالاً بالتوجيه المعنوي من التعليمات
القانونية، ويعتبر الكتاب المرجعي "للمبادئ والقيم الإسلامية".[45] ويعتبر
معظم المسلمين أن القرآن إلى جانب السنة النبوية هما المصدران الأساسيان
للتشريع الإسلامي. كلمة القرآن مشتقة من "القراءة"، وتعتبر قراءة القرآن
أحد أهم العبادات في الإسلام، ويُقرأ القرآن باللغة العربية ولا يجوز
تلاوته بلغة أخرى. وعلى الرغم من وجود نسخ مترجمة من القرآن بمختلف لغات
العالم، إلا أنها لا تتعدى مجرد كونها تفاسير لمعاني القرآن باللغات
الأخرى، حيث تستمد قدسية القرآن من حرفيته، وهو ما لا يتاح في الترجمة بسبب
الاختلافات اللغوية وأخطاء المترجمين.[46]
وكما يؤمن المسلمون بالقرآن فإنهم كذلك يؤمنون بأن الكتب السابقة على نزول
القرآن نزلت من عند الله على بعض الأنبياء، كالتوراة التي نزلت على موسى،
والزبور المنزل على داود، وصحف إبراهيم، والإنجيل المنزل على المسيح عيسى
بن مريم، ويعتقدون أن القرآن ناسخ وملغي لما فيها من شرائع، كما يعتقدون أن
النسخ الحالية لهذه الكتب طرأ عليها التحريف،[6] والإيمان بهذه الكتب شرط
في الإيمان عند المسلمين ومن جحد شيئًا منها يعد كافرًا. ومن الآيات التي
يستدل بها المسلمون على ذلك، الأيات التي وردت في سورة المائدة: {إِنَّا
أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا
النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ
وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ
اللَّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ
وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَن لَّمْ
يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ
وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ
بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ
بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ
لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ
الظَّالِمُونَ وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ
مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ
الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ
التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ
الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ
اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ
الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ
وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ
تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا
مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً
وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا
الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّه مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا
كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ}.[47]
الإسلام والمندائية
يؤمن المسلمون بأن دين الصابئة إبراهيمي وفقًا لما جاء في القرآن: {إِنَّ
الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ
مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ
أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ
يَحْزَنُونَ}،[330] حيث ذُكرت الصابئة ضمن سياق من يحملون صفات الإيمان
بالله واليوم الآخر والعمل الصالح وهي معتقدات مشتركة بين الأديان
الإبراهيمية.
الإسلام واليهودية
مع أنه ورد في القرآن: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَأوَةً لِلَّذِينَ
آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ
مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ
ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا
يَسْتَكْبِرُونَ}،[331] إلا أن الإسلام قد أمر المسلمين بحسن معاملة أهل
الكتاب سواء كانوا يهود أم مسيحيين، ما داموا غير محاربين. والآية آنفة
الذكر لها سياق تاريخي محدد ودلالتها مقيدة، والكلام عن الصفات النابعة من
الدين اليهودي والتي يمتلكها معظم اليهود، بحكم مادية رؤيتهم للحياة والحرص
على المصالح والثروة، بخلاف المسيحيين الذين يغلب على ديانتهم المحبة
والروحانية والتسامح.
لقد أبرم النبي محمد العهود مع اليهود في المدينة، واعتبرهم جزءًا من الأمة
الإسلامية، وحارب الكثير من اليهود جنبًا إلى جنب ضد البيزنطيين والفرنجة،
وقد أقصى النبي اليهود من شبه الجزيرة العربية لأنهم واثقوه وعاهدوه ثم
خانوا العهود وتحالفوا مع أعدائه القرشيين، فإخراجهم كان بسبب الخيانة
العظمى وليس بسبب يهوديتهم.[332][333]
وكذلك الأمر في الصراع العربي الإسرائيلي، يقول الشيخ يوسف القرضاوي: "إن
الصراع بيننا وبين اليهود صراع على الأرض وليس من أجل يهوديتهم، فهم أهل
كتاب إجمالاً".[334] يتشارك المسلمين واليهود في إيمانهم بنبوة موسى وغيره
ممن وردوا في التوراة، وبحادثة خروج بني إسرائيل من مصر وشق البحر الأحمر،
وكذلك في قدسيّة بعض الأماكن مثل مدينة القدس والحرم الإبراهيمي وحائط
البراق الذي تُسميه اليهود "حائط المبكى".
الإسلام والمسيحية
المسيحيون - أو كما سموا في القرآن بالنصارى - وفقًا للشريعة الإسلامية هم
أقرب الناس مودة للمسلمين وعزى القرآن ذلك إلى تعبدهم وعدم استكبارهم حيث
جاء: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَأوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا
الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً
لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ
مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ
وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ
تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ ۖ يَقُولُونَ
رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ وَمَا لَنَا لَا
نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ
يُدخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ}،[335] ومع ذلك ورد في
القرآن أن بعضًا منهم متعصبون لدينهم وكارهون للمسلمين: {وَلَنْ تَرْضَىٰ
عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ
قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ
أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ
اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِير}.[336] ويبيح الإسلام للمسلمين مصادقة
النصارى والتعامل الحسن معهم من أي نوع وفقًا للآية الثانية والثمانون من
سورة المائدة ولكن يمنع من اتخاذهم كالأخوة وموالاتهم في الحرب وذلك وفقا
للآية الحادية والخمسون من سورة المائدة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ
أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ
إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} والتي استنبط منها
العلماء المسلمون قاعدة الولاء والبراء.
أما المسيح في القرآن فيُدعى "عيسى" بدلاً من "يسوع"، ويعتقد البعض أن هذا
تعريب لاسمه اليوناني "إيسوس"؛[337] وهو نبي مؤتى بالبينات ومؤيد بالروح
القدس،[338] ويدعى كلمة الله الوجيه في الدنيا والآخرة،[339] قول
الحق،[340] وقد جاء بالحكمة،[341] ويذكر القرآن أيضًا عددًا من أعمال عيسى
ومعجزاته الواردة في الأناجيل،[342] وأخرى مذكورة في الكتب
الأبوكريفية،[343] ويشبهه بآدم حيث خلقهما الله من تراب ثم نفخ فيهما من
روحه،[344] وتشير سورة الأنبياء 91 إلى عذرية مريم وحملها بأمر الله دون أن
يمسسها بشر،[345] وتختم بالإعلان أن عيسى وأمه هما آية للعالمين؛ بيد أن
القرآن يكفر القائلين بألوهية المسيح،[346] كما ينفي صلبه أو مقتله،[347]
لكنه يشير إلى كونه المسيح، ويدعوه بهذا الاسم في عدد من الآيات.[348]
المصدر: منتديات جدة ستي
[/size]